أمواه الشبيبة أبو العلاء المعري :
صفحة 1 من اصل 1
أمواه الشبيبة أبو العلاء المعري :
هذه القصيدة من بديع شعر أبي العلاء، وأبدع ما فيها خاتمتها، وهي إحدى القصائد التي شرحها ابن السيد البطليوسي في (المختار) وتجدها فيه (ص400) من طبعة دار الكتب (1970م) وأنا هنا أختار من شرح البطليوسي ما أجد ضرورة في نقله:
البيت الأول:
البيت الأول:
لأمـواهِ الـشبيبة كيف غضنه وروضات الصبا كاليبس إضنه
غضنَ: ذهبن ونقصن، يقال: غاض الماء يغيض، وغضته أنا. واللام في قوله: (لأمواه الشبيبة) لام التعجب. ويقدر لها فعل (أعجب) لكذاإضْن: رجعن، ويقال: آض يأيض أيضا، إذا رجع، ولذلك يقال: (قال أيضا) و(فعل أيضا) ومعناه: عاد إلى مثل ما كان منه أولا.
اليبس جمع يابس، على وزن ركب: جمع راكب. وتروى أيضا بضم الياء (يُبس) والمعنى العام للبيت: اعجبوا لأمواه الشبيبة كيف غاضت ولروضات الصبا كيف يبست.
البيت الثاني والثالث:
وآمــال الـنـفوس معللات | ولـكــن الحوادث يعترضنه | |
فـلا الأيــام تَغرض من أذاة | ولا المهجات من عيش غرضنه |
يقول: للنفوس آمال يتعلل بها الإنسان، لو سالمته نوب الزمان، ولكن الحوادث تعترض بينه وبين أمله، بما يوافيه من حَينه وأجله. ومعنى تَغرض: تمل، يقال: غَرِضت من الشيء: إذا مللته، وغرضتُ إليه: إذا اشتقت إليه وأحببته. يقول: (الأيام لا تمل من الضرر لنا والأذاة، ومهجاتنا مع ذلك لا تمل العيش والحياة، وقد قنعت بحالها على ما فيها من الكدر، وسكنت للأيام مع ما ينالها فيها من الضرر).
البيت الرابع
البيت الرابع
وأسباب المنى أسباب شعر كُففن بعلم ربك أو قبضنه
ويروى (وأسباب الفتى...)يقول: (الأيام تمنع الإنسان أن ينال آماله على ما يرغب، كما يعرض القبض والكف =من زحافات العروض= لأسباب الشعر فيجيء الجزء على غير ما يجب. ومعنى القبض: أن يحذف الحرف الخامس من (فعولن) و(مفاعيلن) فيصيران (فعول) و(مفاعلن). ومعنى الكف: أن يحف الحرف السابع من مفاعيلن، فتصير (مفاعيل)
البيت العاشر:
نجائب لامرئ القيس بن حجر يقصن أخا البطالة إذ يرضنه
النجائب: الإبل. ويريد أن الغواني كن مطايا امرئ القيس لأنه كان مستهترا بالنساء. وقوله (وقصن) يقال: وقصت الدابة راكبها إذا ألقته من على ظهرها فاندقت عنقه.البيت (17 و18و19)
وَقَـد سَـرَّ الـمَعاشِرَ باقِياتٌ | مِـنَ الأَنباءِ سِرنَ لِيَستَفِضنَه | |
أَرى الأَزمــانَ أَوعِيَةً لِذِكرٍ | إِذا بُـسـطُ الأَوانِ لَهُ نُفِضنَه | |
قَدِ اِنقَرَضَت مَمالِكُ آلِ كِسرى | سِـوى سِيَرٍ لَهُنَّ سَيَنقَرِضنَه |
يقول: الأزمنة أوعية لما يخلده الإنسان من الذكر، فإذا طال الزمان ذهب الذكر) قلت أنا زهير: (وربما أراد أن يقول: إن ما يسر الناس من أنباء تواريخهم المستفيضة سيأتي عليها يوم فتصير مثل الغبار على البسط، لا تظهر إلا بنفضها، فما الذي بقي من ممالك آل كسرى غير هذه السير التي هي أيضا في طريق الانقراض)
البيت (23)
البيت (23)
وَقَـد كَذَبَ الَّذي يَغدو بِعَقلٍ لِتَصحيحِ الشُروعِ إِذا مَرِضنَه
يقول: (من ادعى معرفة علم الشرائع بالمقاييس العقلية فقد كذب، وليس فيها أكثر من التسليم، ولذلك كان أرسطاطاليس يأمر بتأديب من تعرض للبحث عنها ولم يقنعه الظاهر منها، وكان يقول: (اقتلوا من لا دين له) وكان أفلاطون يقول: (نحن عاجزون عن فهم ما جاءت به الشرائع، وإنما نعلم من ذلك يسيرا، ونعلم أنا قد جهلنا أكثر مما علمنا، وغاب عنا من أسرار الخليقة أكثر مما أدركنا) وهذا قول حذاق المتفلسفين ورأي اللقنة الموقعين، وإن رجلا لا يعرف حقيقة نفسه لجدير ألا يعرف حقيقة غيره)
البيت (24)
هِيَ الأَشباحُ كَالأَسماءِ يَجري ال قَـضـاءُ فَـيَرتَفِعنَ وَيَنخَفِضنَه
يقول: (القضاء يرفع قوما ويخفض آخرين، فمنزلتهم منزلة الأسماء التي ترفع بالإعراب تارة وتخفض تارة).البيت (26)
غَدَت حُجَجُ الكَلامِ حَجا غَديرٍ وَشـيـكاً يَنعَقِدنَ وَيَنتَقضنَه
الحَجى بفتح الحاء جمع حجاة، وهي نفاخات تعوم على الماء إذا سقط فيه ماء آخر... يقول: (حجج المتكلمين من أهل الجدل إنما هي مقاييس فاسدة يزخرفونها، فإذا بُحث عن حقائقها اضمحلت، فهي كنفاخات الماء التي تنعقد تارة ثم تنتقض تارة).
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى