رواية طابق 99 لـ جني فواز الحسن
صفحة 1 من اصل 1
رواية طابق 99 لـ جني فواز الحسن
يبدأ الصراع حين تقرر الفتاة، التي تتعلم وتمتهن الرقص في نيويورك، العودة إلى قريتها في جبل لبنان لإعادة إكتشاف ماضيها. بين تصوّره للعدو القديم وخوفه من خسارتها، يجد "مجد" نفسه أيضاً مضطراً إلى استعادة أحداث مؤلمة أودت بحياة والدته وجنينها، وحولت والده من أستاذ في "الأونروا" إلى فدائي، وبعدها بائع ورد في حي "هارلم" الشهير في أميركا.
مقتطفات من الرواية
نيويورك ربيع 200 :
عندما بدأت علاقتي بمهليدا , كان يحلو لي أن أتاأمل انعاكسها في المرأة لساعات . كنت اتعمد اصطحابها إلي المقاهي والأماكن التي تنشر فيها المرايا . وكنت أنظر إلي تكاوينها في المرآة أكثر مما أحدق بها مباشرة كأني اتعمد خلق تلك المسافة بين ذاتها وانعاكسها لأن احتمالات المرء في غالبية الأوقات أكثر شبهاً به ’ ولأن تلك النفس الخاصة تتطلب شجاعة استناثئية للنظر إليها .
غالباً ما كنت اختلس النظر إلي عينيها العسليتين وأجول بعدها بين أنفها الدقيق وسفتيها المتلئتين والمسافة الصغيرة بين إلاثنين . شيء ما بين الأنف والشفة العليا للمرأة كان يغريني دوماً , تلك الطرواة ربما , إضافة إلي طول أصابعها وحجم كفيها كأن اليد تبوح بما يخفيه باقي الجسد .
[size]كنت أتأمل وجهها حتى تنظر إلي فأشيح عندها نظري عنها وأوجهه مجدد إلي الزجاج ومتى اختليت بنفسي , كنت أقارن دائماً بين وأجهة مجدداً إلي الزجاج . ومتى اختليت بنفسي اقارن دائماً بين هيلدا التي اتحسسها وانعاكسها , إلي أن بلغ بي حد الجنون أن صرت أضاجعها أمام المرآة , وأطلب منها أن تراقب نفسها وتنظر مطولاً إلي حركة جسدها , فأجدها تتلفت بخجل إلي أرادفها حتى أسفل ركبتيها ثم تبتسم وتدفن رأسها في أقرب جزء من جسدي إليه في تلك اللحظات كان شعرها الطويل البني والناعم يتفلش على كتفيها وذراعي , فتبدو كاللاجئة التي تدير ظهرها للحياة وتحتمي بي .
لسبب ما لا أزال عاجرزاً عن تحديده , عندما بدات هيلدا تستمتع بلعبة المرآة , صرت أكرهها واتمنى لو لم أعلمها إياهالا يوماً بدا الأمر كما لو أنها اكتشفت سري أو سرقت تصوري عن حقيقة الانسان وانعاكسه .
كنت أخاف أن تتمكن من التفوق علي كونها مجرد ذاتها وتصبح تلك الاحتمالات العديدة التي قد يبقى المرء جاهلاص بها ما حيي .
أمر آخر تغير حين صارت هيلدا تنظر إلي المرايا بت أشعر بالعجز أمامها لم اعد استمتع بلعبة الانعاكسات وصرت استشيط غضبا ً كلما رفعت رأسها اثناء المضاجعه لتراقب نفسها وأنتظر مرور الوقت لكي تدفن رأسها بين اعضائي بخجل كما اعتدت . لكن المدة باتت طويلة مرة تلو الاخرى . لم تعد هيلدا تلجا إلي جسدي بعدما تتوقف عن مراقتنا ونحن نقوم بفعل الحب , بل صارت ترمقني بنظرات حادة , وتسحبني هي إليها لإالجها بعنف حتى تستلم وتتلاشى بين يدي .
كانت الصغيرة تفر مني بعدما علمتها أن تسعى وراء ذاتها وأفشيت لها سري عن غير قصد ’ كرجل معتوه وأله كلما أمعنت في النظر إلي المرايا , ازداد تحديقي بها وتركيزي عليها ’ ومعهما , مواجهتي مع ذاتي . صارت تفتح عيناها التي كانت تغمضهما لتتلقى قبلتي لو أعد استكين سوى عندما تستلم المعتمة كأن ذلك دليل على انغامسها في فعل الحب وانقاطعها التام عن العالم الخارجي .
كان زمن طويل قد مضى منذ أن راقبت ملامحي ’ ولفترة بسيطة ’ كدت أنسى تلك الندبة في وجهي الممتدة من عيني حتى اسفل خدي الأيسر . والحق أني لم أكن أحاول أن أتجاهل تلك العاهة المستديمة في تكويني الخلفي , ولكني فعلاً كنت انسى وجودها أحياناُ تماماُ كما نسهو عن أمور كثيرة في الحياة ولا نستعيدها إلامصادفة أو إن شاءت متطلبات الأيام ذلك .
بيانات الرواية
الأســـــــــــــم : رواية طابق 99
المـــــــؤلـــف :جني فواز الحسن
النــــــاشـــــر : منشورات الاختلاف
سنة النشـــــر : 2014
عدد الصفحات :266 صفحه
الحـجــــــــــم : 2ميجا بايت
تحميل رواية رواية طابق 99 [/size]
غالباً ما كنت اختلس النظر إلي عينيها العسليتين وأجول بعدها بين أنفها الدقيق وسفتيها المتلئتين والمسافة الصغيرة بين إلاثنين . شيء ما بين الأنف والشفة العليا للمرأة كان يغريني دوماً , تلك الطرواة ربما , إضافة إلي طول أصابعها وحجم كفيها كأن اليد تبوح بما يخفيه باقي الجسد .
[size]كنت أتأمل وجهها حتى تنظر إلي فأشيح عندها نظري عنها وأوجهه مجدد إلي الزجاج ومتى اختليت بنفسي , كنت أقارن دائماً بين وأجهة مجدداً إلي الزجاج . ومتى اختليت بنفسي اقارن دائماً بين هيلدا التي اتحسسها وانعاكسها , إلي أن بلغ بي حد الجنون أن صرت أضاجعها أمام المرآة , وأطلب منها أن تراقب نفسها وتنظر مطولاً إلي حركة جسدها , فأجدها تتلفت بخجل إلي أرادفها حتى أسفل ركبتيها ثم تبتسم وتدفن رأسها في أقرب جزء من جسدي إليه في تلك اللحظات كان شعرها الطويل البني والناعم يتفلش على كتفيها وذراعي , فتبدو كاللاجئة التي تدير ظهرها للحياة وتحتمي بي .
لسبب ما لا أزال عاجرزاً عن تحديده , عندما بدات هيلدا تستمتع بلعبة المرآة , صرت أكرهها واتمنى لو لم أعلمها إياهالا يوماً بدا الأمر كما لو أنها اكتشفت سري أو سرقت تصوري عن حقيقة الانسان وانعاكسه .
كنت أخاف أن تتمكن من التفوق علي كونها مجرد ذاتها وتصبح تلك الاحتمالات العديدة التي قد يبقى المرء جاهلاص بها ما حيي .
أمر آخر تغير حين صارت هيلدا تنظر إلي المرايا بت أشعر بالعجز أمامها لم اعد استمتع بلعبة الانعاكسات وصرت استشيط غضبا ً كلما رفعت رأسها اثناء المضاجعه لتراقب نفسها وأنتظر مرور الوقت لكي تدفن رأسها بين اعضائي بخجل كما اعتدت . لكن المدة باتت طويلة مرة تلو الاخرى . لم تعد هيلدا تلجا إلي جسدي بعدما تتوقف عن مراقتنا ونحن نقوم بفعل الحب , بل صارت ترمقني بنظرات حادة , وتسحبني هي إليها لإالجها بعنف حتى تستلم وتتلاشى بين يدي .
كانت الصغيرة تفر مني بعدما علمتها أن تسعى وراء ذاتها وأفشيت لها سري عن غير قصد ’ كرجل معتوه وأله كلما أمعنت في النظر إلي المرايا , ازداد تحديقي بها وتركيزي عليها ’ ومعهما , مواجهتي مع ذاتي . صارت تفتح عيناها التي كانت تغمضهما لتتلقى قبلتي لو أعد استكين سوى عندما تستلم المعتمة كأن ذلك دليل على انغامسها في فعل الحب وانقاطعها التام عن العالم الخارجي .
كان زمن طويل قد مضى منذ أن راقبت ملامحي ’ ولفترة بسيطة ’ كدت أنسى تلك الندبة في وجهي الممتدة من عيني حتى اسفل خدي الأيسر . والحق أني لم أكن أحاول أن أتجاهل تلك العاهة المستديمة في تكويني الخلفي , ولكني فعلاً كنت انسى وجودها أحياناُ تماماُ كما نسهو عن أمور كثيرة في الحياة ولا نستعيدها إلامصادفة أو إن شاءت متطلبات الأيام ذلك .
بيانات الرواية
الأســـــــــــــم : رواية طابق 99
المـــــــؤلـــف :جني فواز الحسن
النــــــاشـــــر : منشورات الاختلاف
سنة النشـــــر : 2014
عدد الصفحات :266 صفحه
الحـجــــــــــم : 2ميجا بايت
تحميل رواية رواية طابق 99 [/size]
مواضيع مماثلة
» رواية البيت الأندلسي لـ واسيني الأعرج
» رواية الثعبان والزنبقة للكاتب كازانتزاكيس
» رواية "طوق الياسمين" للروائي الجزائري واسيني الأعرج:
» رواية الثعبان والزنبقة للكاتب كازانتزاكيس
» رواية "طوق الياسمين" للروائي الجزائري واسيني الأعرج:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى