"الاستشراق.. المعرفة.. السلطة.. الإنشاء"
صفحة 1 من اصل 1
"الاستشراق.. المعرفة.. السلطة.. الإنشاء"
"الاستشراق.. المعرفة.. السلطة.. الإنشاء" كتابنا اليوم، وإدوارد سعيد والاستشراق صنوان لا ينفصلان، على الرغم من قيمة المنتج الفكري لسعيد بأكمله، إلا أن اسم سعيد ارتبط بعنوان "الاستشراق" وهو الكتاب الذائع الصيت حتى عند غير المهتمين بالقراءة، وادوارد سعيد الحائز على شهادة الدكتوراه من جامعة "هارفرد" مقدسي المولد، أتم دراسته الابتدائية والثانوية في القدس ثم مصر، التي كانت نوافذها في حينه مشرعةً للشمس ولكل التيارات الفكرية والثقافية. عن الباحث المصري" خالد سعيد" ننقل: "ادوارد سعيد مفكر وإنسان ومثقف وكاتب وناقد وعلامة... أخرج سعيد قلمه من غمده بمجرد ظهور الشعر على وجهه وأمسك به ولم يتركه حتى وافته المنية".
يمثل كتابنا اليوم جزءاً من ثورة جديدة في الدراسات الإنسانية تضرب جذورها في الماركسية والثورة الألسنية والبنيوية ما يكاد يكون مدرسةً جديدة تنتسب بعمق إلى أعمال "ميشيل فوكو " بشكلٍ خاص، وتتكثف في هذه الثورة منطلقات متعددة لعل أهمها أنها تكوّن مفهوماً جديداً للقوة وللشبكة الخفية من علاقات القوة التي تنسجها المعرفة متجسدةً في الإنشاء الكتابي، ومفهوم سياسية العلاقات الإنسانية بكل أشكالها، وسياسية المعرفة، وسياسية البحث، إذ تسيس هذه الثورة الفكرية الوجود الإنساني إلى درجة تفوق حتى ما فعلته الماركسية في تصورها " لاقتصادية " الوجود الإنساني، فهي تبدأ بإضاءة منابع ومكامن للقوة ظلت حتى الآن خارج نطاق الدراسة السياسية ـ الفكرية، مضيئةً العالم إضاءةً جديدة، قادرةً على تكوين علم آثار جديد للمعرفة الإنسانية.
والاستشراق ليس كتاباً ينتمي إلى فرع أكاديمي صريح، أو كتاباً في الدراسات الشرق أوسطية، بل هو جهد فكري يقوم فيه كاتبه بفضح زيف تلك الآثار والنصب العظيمة في فروع أكاديمية، أو بتفحص تورط المثقفين في أيديولوجيات سائدة وفي اختلاقات وتلفيقات تخدم سلطة لا شرعية لها.
ويبقى أن الاستشراق كتاب طليعي أحدث صدمة هائلة في أوساط المثقفين والأكاديميين في كل أنحاء العالم. وحتى بعد ربع قرن على صدوره لأول مرة مازال يثير ردود فعل وقراءات نقدية من باب الإعجاب، أو الذم. والاستشراق، كفرع نقدي، لا يزال يفعل فعله عبر وسائل الإعلام الغربية، وأقمار التجسس الصناعية، والاستخبارات، وغيرها. فالدعاية ومراكز الأبحاث الغربية هي الشكل المعاصر من الاستشراق، والبديل التكنولوجي للرحالة أو المغامرين الغربيين.
فمنذ شهور قلائل أصدر روبرت إيروين كتابه "من أجل النهم إلي المعرفة: المستشرقون وأعداؤهم" والذي أثار جدلاً واسعاً في الدوائر المهتمة بالاستشراق في بريطانيا والوطن العربي ليس فقط لأن إيروين متخصص في تاريخ الشرق الأوسط، ولكن كذلك لأنه قال صراحة إنه قرر تأليف كتابه رداً على كتاب "الاستشراق" الذي يعتبر أشهر مؤلفات إدوارد سعيد، وأكثرها تأثيراً والذي اتهم فيه المستشرقين بالعمالة للإمبريالية ووصف دراساتهم عن الشرق بالعنصرية، وهو ما اعتبره إيروين نوعاً من الدجل الخبيث.
وليس أيروين الوحيد بل إن "الاستشراق" منذ تم نشره علم 1977، ووجه بمحاولة كبار المستشرقين وعلى رأسهم برنارد لويس صانع عبارة "صراع الحضارات" تبديد العاصفة التي أثارها سعيد في كتابه والذي اعتبر الاستشراق فرضية سياسية سلطها الغرب القوي على الشرق الضعيف بهدف السيطرة والهيمنة. ناهيك عن الاستعمار والعنصرية.
اشتمل "الاستشراق" على وجوه متداخلة، من العلاقة التاريخية الثقافية بين أوروبا وآسيا، والتي ترجع إلى 4000 عام من ولادة ذلك الفرع العلمي الذي بدأ في الغرب منذ أوائل القرن التاسع عشر، وراح يتخصص المرء على أساسه في دراسة الثقافات والتراثات الشرقية المختلفة،.. إلى تلك الافتراضات الأيديولوجية، والصور، والاستيهامات المتعلقة بمنطقة من العالم تدعى الشرق. ويقول سعيد " القاسم المشترك بين أوجه الاستشراق، والذي لا يمثل، كما سبق أن رأيت، واقعة من وقائع الطبيعة بقدر ما يمثل واقعة من نتاج البشر، كنت قد أسميتها بالجغرافيا التخيلية ".
قدم لنا سعيد ثلاثة تعريفات للاستشراق يعتمد بعضها على بعض: الأول منها أكاديمي وهو قوله: "فكل من يدرس الشرق أو يَكْتبُ عنه، أَو يَبْحثُه سواء في سماتِه العامّةِ أو الخاصة، فهو مستشرق، ومَا تفعله هي أو يفعله هو، استشراق". والتعريف الثاني: "أسلوب من الفكر مستند على تمييز وجودي ومعرفي بين (الشرقِ) و(معظم الأحيان) (الغرب)". والتعريف الثالث: "أسلوب غربي للسّيْطَرَة على الشرق، وإعادة هيكلته، وامتلاك السلطة عليه".
كما قدم سعيد قائمةَ مِنْ ثلاثة أصنافٍ للمستشرقين. أولها الكاتب الذي ذهب إلى الشرق لتزويد الاستشراق المحترف بمادة علمية أَي "الذي يَعتبر إقامته نوعاً من الملاحظةِ العلميةِ". ويؤكد سعيد بأن الرحالة البريطاني" إدوارد ويليام لين"، في كتابه "وصف عادات المصريين المعاصرين وأنماط حياتهم " يعتبر أوضح مثال على هذا الصنف من المستشرقين. والصنف الثاني لدى سعيد، هو الكاتب الذي يَبْدأُ بنفس الهدفِ، لكن اهتماماته الفردية تُسيطرُ على عملِه. ويَعتبرُ سعيد الرحالة البريطاني" ريتشارد بيرتن"، في كتابه "الحج إلى المدينة ومكة" مثالاً جيداً لهذا الصنفِ. أما الصنف الأخير من المستشرقين فهو الكاتب الذي يرحل إلى الشرقِ لإرْضاء رغبتِه، "لذا فإن نَصّه مبني على جماليات شخصية". ويُمثّلُ له سعيد بالرحالة الفرنسي "جيرار دي نرفال"، في كتابه "رحلة إلى الشرق".
ويرى سعيد أن الشرق شبه اختراع أوروبي وأن الاستشراق ليس مجرد خيال أوروبي متوهم عن الشرق بل إنه كيان له وجوده النظري والعملي وقد أنشأه من أنشأه واستثمرت فيه استثمارات مادية كبيرة على مر أجيال عديدة وقد أدى استمرار الاستثمار إلى أن أصبح الاستشراق باعتباره مذهباً معرفياً عن الشرق شبكة مقبولة تسمح منافذها بتسريب صورة الشرق إلى وعي الغربيين... الإمبريالية السياسية تحكم مجالاً كاملاً من الدراسات والإبداع والمؤسسات البحثية.
كما يرصد سعيد بعض نجوم الفكر والأدب الأوروبيين الذين كانت لهم آراؤهم المحددة بشأن الامتياز العنصري والإمبريالية، ومن اليسير إدراك تأثيرهما في كتاباتهم ومنهم المؤرخ توماس كارلايل /1795 - 1881/ والفيلسوف جون ستيورات مل /1806 - 1873/ والشاعر ماثيو أرنولد /1822 - 1888/ والروائيون جوستاف فلوبير /1821 - 1880/ وتشارلز ديكنز /1812 - 1870/ وجورج اليوت /1819 - 1880/. ويتساءل كيف شارك فقه اللغة ووضع المعاجم والتاريخ والبيولوجيا والنظرية السياسية والاقتصادية وكتابة الروايات والشعر الغنائي في خدمة رؤية الاستشراق للعالم وهي الرؤية التي تعتبر إمبريالية بصفة عامة...
ويرى سعيد أن تاريخ الاستشراق أدى إلى التعصب الشائع في الغرب ضد العرب والإسلام مضيفاً أنه مما يزيد الأمر سوءاً عدم إقدام أي شخص له اهتمامات أكاديمية بالشرق الأدنى على التعاطف الكامل والصادق ثقافياً وسياسياً مع العرب. ولا شك أن بعض حالات التعاطف قد وجدت على مستوى من المستويات لكن أيا منها لم يتخذ في يوم من الأيام الصورة المقبولة التي يتخذها التعاطف الأمريكي الليبرالي مع الصهيونية.
لا شك أن فلسفة الاستشراق كان لها الأثر الأكبر في تكوين الوعي الجمعي الغربي اتجاه الشرق والعرب بوجهٍ خاص لذا كان لابد لكل مهتم ٍ من قراءة كتاب" الاستشراق"، الذي يقدم إجابات على الكثير من الأسئلة لفهم علاقتنا مع الغرب، ولاكتشاف سوء الفهم التاريخي الذي أصاب العقل الغربي في نظرته للعرب وقضاياهم العادلة.
قراءة "الاستشراق" لإدوارد سعيد رحلةٌ من نوعٍ خاص، يحفل بمصطلحاتٍ دخلت قاموس العربية للمرة الأولى، وهنا لا بد من الإشادة بالجهد الواضح للدكتور " كمال أبو ديب " الذي نقل الكتاب للعربية، والرحلة مع سعيد قد لا تحمل من المتعة بقدر ما تحمل من الفائدة، وكأن دور الكتاب هنا، أن يدلنا على كتب ومراجع أخرى لتساعدنا على الإحاطة بالموضوع من كل جوانبه، كتاب " الاستشراق " من الكتب التي تتحدى القارئ، ولا تبوح بأسرارها من القراءة الأولى.
يمثل كتابنا اليوم جزءاً من ثورة جديدة في الدراسات الإنسانية تضرب جذورها في الماركسية والثورة الألسنية والبنيوية ما يكاد يكون مدرسةً جديدة تنتسب بعمق إلى أعمال "ميشيل فوكو " بشكلٍ خاص، وتتكثف في هذه الثورة منطلقات متعددة لعل أهمها أنها تكوّن مفهوماً جديداً للقوة وللشبكة الخفية من علاقات القوة التي تنسجها المعرفة متجسدةً في الإنشاء الكتابي، ومفهوم سياسية العلاقات الإنسانية بكل أشكالها، وسياسية المعرفة، وسياسية البحث، إذ تسيس هذه الثورة الفكرية الوجود الإنساني إلى درجة تفوق حتى ما فعلته الماركسية في تصورها " لاقتصادية " الوجود الإنساني، فهي تبدأ بإضاءة منابع ومكامن للقوة ظلت حتى الآن خارج نطاق الدراسة السياسية ـ الفكرية، مضيئةً العالم إضاءةً جديدة، قادرةً على تكوين علم آثار جديد للمعرفة الإنسانية.
والاستشراق ليس كتاباً ينتمي إلى فرع أكاديمي صريح، أو كتاباً في الدراسات الشرق أوسطية، بل هو جهد فكري يقوم فيه كاتبه بفضح زيف تلك الآثار والنصب العظيمة في فروع أكاديمية، أو بتفحص تورط المثقفين في أيديولوجيات سائدة وفي اختلاقات وتلفيقات تخدم سلطة لا شرعية لها.
ويبقى أن الاستشراق كتاب طليعي أحدث صدمة هائلة في أوساط المثقفين والأكاديميين في كل أنحاء العالم. وحتى بعد ربع قرن على صدوره لأول مرة مازال يثير ردود فعل وقراءات نقدية من باب الإعجاب، أو الذم. والاستشراق، كفرع نقدي، لا يزال يفعل فعله عبر وسائل الإعلام الغربية، وأقمار التجسس الصناعية، والاستخبارات، وغيرها. فالدعاية ومراكز الأبحاث الغربية هي الشكل المعاصر من الاستشراق، والبديل التكنولوجي للرحالة أو المغامرين الغربيين.
فمنذ شهور قلائل أصدر روبرت إيروين كتابه "من أجل النهم إلي المعرفة: المستشرقون وأعداؤهم" والذي أثار جدلاً واسعاً في الدوائر المهتمة بالاستشراق في بريطانيا والوطن العربي ليس فقط لأن إيروين متخصص في تاريخ الشرق الأوسط، ولكن كذلك لأنه قال صراحة إنه قرر تأليف كتابه رداً على كتاب "الاستشراق" الذي يعتبر أشهر مؤلفات إدوارد سعيد، وأكثرها تأثيراً والذي اتهم فيه المستشرقين بالعمالة للإمبريالية ووصف دراساتهم عن الشرق بالعنصرية، وهو ما اعتبره إيروين نوعاً من الدجل الخبيث.
وليس أيروين الوحيد بل إن "الاستشراق" منذ تم نشره علم 1977، ووجه بمحاولة كبار المستشرقين وعلى رأسهم برنارد لويس صانع عبارة "صراع الحضارات" تبديد العاصفة التي أثارها سعيد في كتابه والذي اعتبر الاستشراق فرضية سياسية سلطها الغرب القوي على الشرق الضعيف بهدف السيطرة والهيمنة. ناهيك عن الاستعمار والعنصرية.
اشتمل "الاستشراق" على وجوه متداخلة، من العلاقة التاريخية الثقافية بين أوروبا وآسيا، والتي ترجع إلى 4000 عام من ولادة ذلك الفرع العلمي الذي بدأ في الغرب منذ أوائل القرن التاسع عشر، وراح يتخصص المرء على أساسه في دراسة الثقافات والتراثات الشرقية المختلفة،.. إلى تلك الافتراضات الأيديولوجية، والصور، والاستيهامات المتعلقة بمنطقة من العالم تدعى الشرق. ويقول سعيد " القاسم المشترك بين أوجه الاستشراق، والذي لا يمثل، كما سبق أن رأيت، واقعة من وقائع الطبيعة بقدر ما يمثل واقعة من نتاج البشر، كنت قد أسميتها بالجغرافيا التخيلية ".
قدم لنا سعيد ثلاثة تعريفات للاستشراق يعتمد بعضها على بعض: الأول منها أكاديمي وهو قوله: "فكل من يدرس الشرق أو يَكْتبُ عنه، أَو يَبْحثُه سواء في سماتِه العامّةِ أو الخاصة، فهو مستشرق، ومَا تفعله هي أو يفعله هو، استشراق". والتعريف الثاني: "أسلوب من الفكر مستند على تمييز وجودي ومعرفي بين (الشرقِ) و(معظم الأحيان) (الغرب)". والتعريف الثالث: "أسلوب غربي للسّيْطَرَة على الشرق، وإعادة هيكلته، وامتلاك السلطة عليه".
كما قدم سعيد قائمةَ مِنْ ثلاثة أصنافٍ للمستشرقين. أولها الكاتب الذي ذهب إلى الشرق لتزويد الاستشراق المحترف بمادة علمية أَي "الذي يَعتبر إقامته نوعاً من الملاحظةِ العلميةِ". ويؤكد سعيد بأن الرحالة البريطاني" إدوارد ويليام لين"، في كتابه "وصف عادات المصريين المعاصرين وأنماط حياتهم " يعتبر أوضح مثال على هذا الصنف من المستشرقين. والصنف الثاني لدى سعيد، هو الكاتب الذي يَبْدأُ بنفس الهدفِ، لكن اهتماماته الفردية تُسيطرُ على عملِه. ويَعتبرُ سعيد الرحالة البريطاني" ريتشارد بيرتن"، في كتابه "الحج إلى المدينة ومكة" مثالاً جيداً لهذا الصنفِ. أما الصنف الأخير من المستشرقين فهو الكاتب الذي يرحل إلى الشرقِ لإرْضاء رغبتِه، "لذا فإن نَصّه مبني على جماليات شخصية". ويُمثّلُ له سعيد بالرحالة الفرنسي "جيرار دي نرفال"، في كتابه "رحلة إلى الشرق".
ويرى سعيد أن الشرق شبه اختراع أوروبي وأن الاستشراق ليس مجرد خيال أوروبي متوهم عن الشرق بل إنه كيان له وجوده النظري والعملي وقد أنشأه من أنشأه واستثمرت فيه استثمارات مادية كبيرة على مر أجيال عديدة وقد أدى استمرار الاستثمار إلى أن أصبح الاستشراق باعتباره مذهباً معرفياً عن الشرق شبكة مقبولة تسمح منافذها بتسريب صورة الشرق إلى وعي الغربيين... الإمبريالية السياسية تحكم مجالاً كاملاً من الدراسات والإبداع والمؤسسات البحثية.
كما يرصد سعيد بعض نجوم الفكر والأدب الأوروبيين الذين كانت لهم آراؤهم المحددة بشأن الامتياز العنصري والإمبريالية، ومن اليسير إدراك تأثيرهما في كتاباتهم ومنهم المؤرخ توماس كارلايل /1795 - 1881/ والفيلسوف جون ستيورات مل /1806 - 1873/ والشاعر ماثيو أرنولد /1822 - 1888/ والروائيون جوستاف فلوبير /1821 - 1880/ وتشارلز ديكنز /1812 - 1870/ وجورج اليوت /1819 - 1880/. ويتساءل كيف شارك فقه اللغة ووضع المعاجم والتاريخ والبيولوجيا والنظرية السياسية والاقتصادية وكتابة الروايات والشعر الغنائي في خدمة رؤية الاستشراق للعالم وهي الرؤية التي تعتبر إمبريالية بصفة عامة...
ويرى سعيد أن تاريخ الاستشراق أدى إلى التعصب الشائع في الغرب ضد العرب والإسلام مضيفاً أنه مما يزيد الأمر سوءاً عدم إقدام أي شخص له اهتمامات أكاديمية بالشرق الأدنى على التعاطف الكامل والصادق ثقافياً وسياسياً مع العرب. ولا شك أن بعض حالات التعاطف قد وجدت على مستوى من المستويات لكن أيا منها لم يتخذ في يوم من الأيام الصورة المقبولة التي يتخذها التعاطف الأمريكي الليبرالي مع الصهيونية.
لا شك أن فلسفة الاستشراق كان لها الأثر الأكبر في تكوين الوعي الجمعي الغربي اتجاه الشرق والعرب بوجهٍ خاص لذا كان لابد لكل مهتم ٍ من قراءة كتاب" الاستشراق"، الذي يقدم إجابات على الكثير من الأسئلة لفهم علاقتنا مع الغرب، ولاكتشاف سوء الفهم التاريخي الذي أصاب العقل الغربي في نظرته للعرب وقضاياهم العادلة.
قراءة "الاستشراق" لإدوارد سعيد رحلةٌ من نوعٍ خاص، يحفل بمصطلحاتٍ دخلت قاموس العربية للمرة الأولى، وهنا لا بد من الإشادة بالجهد الواضح للدكتور " كمال أبو ديب " الذي نقل الكتاب للعربية، والرحلة مع سعيد قد لا تحمل من المتعة بقدر ما تحمل من الفائدة، وكأن دور الكتاب هنا، أن يدلنا على كتب ومراجع أخرى لتساعدنا على الإحاطة بالموضوع من كل جوانبه، كتاب " الاستشراق " من الكتب التي تتحدى القارئ، ولا تبوح بأسرارها من القراءة الأولى.
مواضيع مماثلة
» سلسلة عالم المعرفة من 269 إلى 289 :
» سلسلة عالم المعرفة من العدد 290 إلى 300 :
» سلسلة عالم المعرفة من العدد 301 إلى 320 :
» سلسلة مجلة عالم المعرفة من العدد 321 إلى 340:
» سلسلة عالم المعرفة من العدد 290 إلى 300 :
» سلسلة عالم المعرفة من العدد 301 إلى 320 :
» سلسلة مجلة عالم المعرفة من العدد 321 إلى 340:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى