اليتيمة للشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي:
صفحة 1 من اصل 1
اليتيمة للشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي:
لقيتها ليتني ما كنت ألقاها *** تمشي وقد أثقل الاملاق ممشاها
أثوابها رثة والرجل حافية *** والدمع تذرفها في الخد عيناها
بكت من الفقر فاحمرت مدامعها *** واصفر كالورس من جوع محياها
مات الذي كان يحميها ويسعدها *** فالدهر من بعده بالفقر أشقاها
الموت أفجعها والفقر اوجعها *** والهم انحلها والغم اضناها
فمنظر الحزن مشهود بمنظرها *** والبؤس مرآه مقرون بمرآها
كر الجديدين قد ابلى عباءتها *** فانشق أسفلها وانشق أعلاها
ومزق الدهر؟،ويل الدهر مئزرها *** حتى بدا من شقوق الثوب جنباها
تمشي بأطمارها والبرد يلسعها *** كأنه عقرب شالت زباناها
حتى غدا جسمها بالبرود مرتجفا *** كالغصن في الريح واصطكت ثناياها
تمشي وتحمل باليسرى وليدتها *** حملاً على الصدر مدعوماً بيمناها
ما تصنع الام في تربيب طفلتها *** إن مسها الضر حتى جف ثدياها
ما بالها وهي طول الليل باكية *** والام ساهرة تبكي لمبكاها
تبكي لتشكوا من داء الم بها *** ولست افهم منها كنه شكواها
كانت مصيبتها بالفقر واحدةً *** وموت والدها باليتم ثناها
هذا الذي في طريقي كنت اسمعه *** منها فأثر في نفسي واشجاها
حتى دنوت اليها وهي ماشية *** وادمعي اوسعت في الخد مجراها
وقلت يا اخت مهلاً انني رجل *** اشارك الناس طراً في بلاياها
سمعت يا اخت شكوى تهمسين بها *** في قالة اوجعت قلبي بفحواها
هل تسمح الاخت ان اشاطرها *** مافي يدي الان استرضي به الله
ثم اجتذبت لها من جيبي ملحفتي *** دراهم كنت استبقي بقاياها
فارسلت نضرةً رعشاء راجفةً *** ترمي السهام وقلبي من رماياها
واجهشت ثم قالت وهي باكيةً *** واه لمثلك من ذي رقة واها
لو عم في الناس انصاف ومرحمة *** لم تشكي ارملة ضيقا بدنياها
اولى الانام يعطف الناس ارملة *** واشرف الناس من في المال واساها
أثوابها رثة والرجل حافية *** والدمع تذرفها في الخد عيناها
بكت من الفقر فاحمرت مدامعها *** واصفر كالورس من جوع محياها
مات الذي كان يحميها ويسعدها *** فالدهر من بعده بالفقر أشقاها
الموت أفجعها والفقر اوجعها *** والهم انحلها والغم اضناها
فمنظر الحزن مشهود بمنظرها *** والبؤس مرآه مقرون بمرآها
كر الجديدين قد ابلى عباءتها *** فانشق أسفلها وانشق أعلاها
ومزق الدهر؟،ويل الدهر مئزرها *** حتى بدا من شقوق الثوب جنباها
تمشي بأطمارها والبرد يلسعها *** كأنه عقرب شالت زباناها
حتى غدا جسمها بالبرود مرتجفا *** كالغصن في الريح واصطكت ثناياها
تمشي وتحمل باليسرى وليدتها *** حملاً على الصدر مدعوماً بيمناها
ما تصنع الام في تربيب طفلتها *** إن مسها الضر حتى جف ثدياها
ما بالها وهي طول الليل باكية *** والام ساهرة تبكي لمبكاها
تبكي لتشكوا من داء الم بها *** ولست افهم منها كنه شكواها
كانت مصيبتها بالفقر واحدةً *** وموت والدها باليتم ثناها
هذا الذي في طريقي كنت اسمعه *** منها فأثر في نفسي واشجاها
حتى دنوت اليها وهي ماشية *** وادمعي اوسعت في الخد مجراها
وقلت يا اخت مهلاً انني رجل *** اشارك الناس طراً في بلاياها
سمعت يا اخت شكوى تهمسين بها *** في قالة اوجعت قلبي بفحواها
هل تسمح الاخت ان اشاطرها *** مافي يدي الان استرضي به الله
ثم اجتذبت لها من جيبي ملحفتي *** دراهم كنت استبقي بقاياها
فارسلت نضرةً رعشاء راجفةً *** ترمي السهام وقلبي من رماياها
واجهشت ثم قالت وهي باكيةً *** واه لمثلك من ذي رقة واها
لو عم في الناس انصاف ومرحمة *** لم تشكي ارملة ضيقا بدنياها
اولى الانام يعطف الناس ارملة *** واشرف الناس من في المال واساها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى